القاء القبض على الياس العماري باومر ملكية - قسارية واد الذهب سلا
   القاء القبض على الياس العماري باومر ملكية

القاء القبض على الياس العماري باومر ملكية

وصف المنتج:

وصف كامل للمنتج

عــاجل: الياس العماري يخرج اخيرا عن صمته بعد اعتقال الزفزافي وهذا ما قاله لساكنة الحسيمة والريف!! 




إذا كان لكل منا بداية، غير تلك التي نفتح فيها أعيننا لنعانق فيها هذه الحياة لأول مرة، فلا بد أن تكون بداية إلياس العماري مع بداية الثمانينيات، وإذا كان ابن دوار «أمنود» بجوار مدينة الحسيمة الجميلة قد ازداد سنة 1967، بتزامن مع هزيمة العرب ضد إسرائيل في حرب الستة أشهر المعلومة، فقد بصم وعيه مع مطلع العقد الثامن مع الأحداث التي أخرجت الملك الراحل غاضبا في خطاب استثنائي وصف فيه ساكنة الشمال بالأوباش.

لا يستقيم تصوير إلياس العماري قبل هذه المحطة الفاصلة بذلك الثوري على أحوال الدوار المتواضع، الغاضب من جودة الأكل الذي يقدم في داخلية المدرسة، والقلق من أجواء الدراسة والمدرسين، ومنهم الذي ضربه بعد أن رد إلياس أن اسم الحيوان الذي يوجد على السبورة هو «تافوناست»، وهي البقرة، علما أن الاسمين معا سليمان، واحد باللغة العربية والثاني بالريفية، لا يستقيم أن نلبس طفلا جلبابا أكبر منه كما ترسم له بورتريهات مختلفة، خاصة وقد كان يحلم أحلام الصغار، وأن يصبح دركيا بسبب قساوة رجال الدرك الذين كانوا يشترطون على أصدقائه تنظيف السوق الأسبوعي للفوز بمشاهدة إحدى حصص الرسوم المتحركة الشهيرة حينها «طرزان»!

إذا كانت القاعدة الذهبية تؤكد استحالة الحكم على تصرفات الأطفال ومواقفهم وآمالهم لأنهم ما يزالون صغارا، فإن القاعدة ذاتها يمكن أن تتراجع حينما يكبر المرء ويصير شابا، هذا على الأقل ما حدث مع إلياس الذي لم يكن عمره يزيد عن ثماني عشرة سنة حينما تفجرت أحداث يناير 1984 الشهيرة، لكنه استوعب أن الحسيمة وباقي مدن الشمال الفائرة حينها ستعيش أياما صعبة، خاصة وقد اتسعت علاقاته مع عدد من مناضلي اليسار في تلك الفترة الحالكة، منهم أستاذه في الرياضيات «معلمي»، حيث كتب لينين وماركس وماو تسي تونغ والشعارات الحمراء والثورة والنضال الجماهيري… ترافقها أخبار الاعتقالات في صفوف الطلبة في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وسقوط بعض الشهداء في أزقة الناظور، حيث الأجواء قاتمة بين الاتحاد الاشتراكي الذي كان يقود المعارضة وحكومات الملك الحسن الثاني، واحدة زادت في أسعار المواد الغذائية الأساسية فثار سكان الدار البيضاء، وسقط منهم العشرات الذين دفنوا جماعة في مقبرة داخل مقر الوقاية المدنية بالدار البيضاء، وأخرى أصرت على قمع الحريات، فكانت أحداث يناير 1984 الشهيرة بخطاب استثنائي للملك الحسن الثاني: «إذا أتت الرياح تعصف بنا كريشة في مهب؟ فهل وصلنا إلى هذا الحد؟ وصلنا إلى هذا؟ بماذا؟ إما بواسطة الأطفال أو الأوباش، الأوباش في الناظور والحسيمة وتطوان والقصر الكبير. الأوباش العاطلون عن العمل الذين يعيشون بالتهريب والسرقة، واستعملوا في مراكش كما هو الشأن عند جميع المشاغبين، الأطفال الصغار في مقدمة المظاهرات، علما منهم أن الشرطة إذا كانت ستقوم بعملها أمام مظاهرة يصعب عليها ضرب الأطفال أو إلقاء القبض عليهم أو مهاجمتهم، فها أنا ذا أقول لكم، إن هؤلاء الأوباش تم اعتقالهم… وسكان الشمال يعرفون ولي العهد، ومن الأحسن ألا يعرفوا الحسن الثاني في هذا الباب، عليهم أن يعرفوا الحسن الثاني الذي ألفوه، أما أنا فأعرف أنهم لا يعرفونني بكيفية عامة».

لم يعد إلياس يرغب أن يكون دركيا، أصبح يحلم أن يصبح شهيدا، خاصة بعد أن اعتقل شقيقه الذي اعتقله رجال البصري لكي يُسلم إلياس نفسه، فكان الهروب الأول من الحسيمة إلى فاس في بداية صيف 1987، ثم بعدها إلى طنجة، علما أن بعضا من رفاقه ألحوا في التحاقه بخلايا أوربا، ثم الهروب الثاني من طنجة إلى فاس بعد أن وقع عدد من رفاقه في قبضة الأمن، بسبب اعتقال أحدهم على متن الباخرة متوجها إلى أوربا، قبل أن تنقلب هاته الأجواء القاتمة إلى فرحة كبرى، حينما صدر عفو ملكي سنة 1989 لفائدة من يوجدون في السجون، أو المطلوبين للعدالة، ومنهم إلياس الذي كان محكوما بخمس سنوات.

من فاس إلى الرباط، والبداية بالطباعة، وبعدها تجارة الخضر في الحي الشعبي يعقوب المنصور، غير بعيد عن حي العكاري الذي كان يقطنه غريمه الحالي عبد الإله بنكيران، حياة أخرى تؤثثها والأفلام والأفلام بالنادي السينمائي وسينما الحمراء وحلقات النقاش الهادئة مع عدد من الرفاق مثل الراحل عبد الحق شباطة والهادي متوكل ونادية الزومي وخديجة الرياضي وهند شعيرة وخديجة جنان وزوجته في ما بعد فتيحة ضريف… 

نفس الوجوه وغيرها التي بدأت مسلسل توحيد اليسار البطيء، بداية بتيار الديمقراطيين المستقلين، وصدور جريدة « المواطن » بمبادرة من عمر الزايدي وعبد الله زعزاع وفؤاد المومني… وانتهاء باليسار الاشتراكي الموحد الذي لم يقض فيه إلياس العماري وقتا طويلا، حيث عين بالمجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في ذلك الحدث الذي فضل أعضاء المجلس مصافحة الملك بدل تقبيل يده، فلم تُلتقط لهم صورة جماعية مع عاهل البلاد، وبعدها عين في الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.

بدأ إلياس آخر يظهر، علاقة فاترة مع الحزب واليسار، قوية مع الدولة ورموزها، ومع كل صعود انتقاد، خاصة بسبب علاقته بفؤاد عالي الهمة، الشاب الحالم بالثورة الذي بدأ حياته السياسية في اليسار المتطرف، والشخصية المخزنية البارزة في مملكة محمد السادس، والاثنان معا بحضور القيادي الاتحادي أحمد الحليمي، كما تشير إلى ذلك الرواية المتواترة، أو في جلسات البحث والنقاش في حضرة المناضل اليساري عبد القادر الشاوي كما تحكي رواية أخرى،  فكان لا بد لهذه اللقاءات التي ستتمخض عنها صداقة بين الرجلين أن ترافقها التعاليق والملاحظات والانتقادات والتساؤلات: «ماذا يفعل قيادي يساري مع كاتب الدولة في الداخلية؟»، ومع توالي الربط بين الصعود المميز في سلم السياسة والجاه وعلاقته بفؤاد عالي الهمة الذي سيصبح مستشارا للملك، اضطر ابن الريف إلى الخروج من دائرة الصمت: «أنا لا أستمد قوتي من الهمة ولا من غيره، ولا الهمة يستمد القوة مني، كل منا يستمد القوة من قناعاته، وحتى الأنبياء استندوا إلى القوة الإلهية لا إلى قوة الأتباع. دع الآخرين يقولون ما يشاؤون عن علاقتي بالهمة، لكن هل مشكلة المغاربة في قوة فؤاد عالي الهمة أو في قوة إلياس أو حتى ضعف ابن كيران؟... هذا هو السؤال الذي ينبغي علينا أن نطرحه، من له المصلحة في شخصنة النقاش واعتبار مشاكل المغرب مجرد مشاكل أشخاص؟

منذ الاستقلال لم يقل أحد إن المعضلة الأساسية بالمغرب هي معضلة مؤسسات لا أشخاص...فهل كل ما حصل بالمغرب من مآس وأزمات حتى الآن سببها أوفقير والدليمي والبصري والهمة والعماري وابن كيران؟...وغدا أشخاص آخرون؟ بطبيعة الحال فإن لدى الأفراد قدرة على التأثير لكن ليست لديهم قدرة على التغيير»، ثم يضيف:   «فؤاد عالي الهمة صديق لي، وأنا أختار أصدقائي كيفما شئت، ولست من النوع الذي ينسج صداقاته في دجى الليل، ولست من الذين يمدحون ليلا ويسبون نهارا .. الهمة مسؤول الآن في إطار مؤسسة رسمية وكان مسؤولا قبل ذلك في حزبنا، والكل يعرف كيف تعرفت عليه، لقد تم ذلك في إطار صراع مجتمعي، ولا يمكن لشخص واحد أن يبني البلد، ولذلك تآزرت جهودنا من أجل خدمة مشروع مجتمعي حداثي يتسع لجميع المغاربة، والمشاريع الناجحة في العالم بنيت بتفكير جماعي».

توضيحات وشروحات ومجهود في محاولة هدم اللبس في العلاقة بين رجل تربى في أحضان اليسار، ورجل تربى في أحضان المخزن، ليس فقط بالنسبة للإسلاميين الذين كانوا يتابعون القوة الصاعدة للعماري بريبة وحذر، وإنما لدى جزء من رفاق الأمس في اليسار، ممن تابعوا إلياس في زلزال الحسيمة وعدد من كبار مسؤولي الدولة الذين رافقوا الملك محمد السادس إلى المدينة التي قضى بها أياما بالخيمة التي نصبت في عمق المدينة، والجميع يبحث خارطة الطريق المؤهلة لإعادة إعمار المدينة التي أكل منها الزلزال كثيرا، بمساعدة شبكة العلاقات السياسية والمدنية التي بناها العماري منذ زمن تتحرك بقوة وبسرعة في هذه اللحظة الحاسمة التي لم يغادر فيها الملك محمد السادس المدينة، إلا بعد أن وضعت البرامج المستعجلة والاستراتيجية لإعادة البناء والتأهيل.

ولأن اللحظة كانت معبرة، فلا بد أن تتراقص في الأذهان صور أخرى في أحداث غير عادية، مثل ما حدث بمخيم «اكديم إيزيك» الذي تفجر في العيون، حينما ظهر إلياس في لقاءات رسمية دون أن يعرف باقي الحاضرين من الضحايا والمعنيين صفة حضوره، وهو التساؤل الذي وُثق في تقرير لائتلاف الجمعيات الحقوقية الوطنية الفاعلة وظل دون جواب، مثلما بقي مطلب لجنة تقصي الحقائق عالقا في الرفوف، كما برز اسم العماري خلال مؤتمرات حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، واتهم بالتدخل لفرض قيادات بعينها، والضغط لاستقطاب مرشحي أحزاب أخرى…

وإذا كان إلياس العماري يعتبر أن أصحاب هذه الاتهامات هم «الفاشلون والعاجزون»، فإن الرد والتوضيح عند هذا الحد لم يقنع الجميع، على الأقل بالنسبة للذين زادوا في الاتهام بوصفه يشتغل بمنطق التحكم، وهذا بالضبط ما جعل عبد الإله بنكيران في سابقة يخاطب الملك محمد السادس بتلك الجرأة خلال الحملة الانتخابية السابقة صارخا: « يا جلالة الملك، بلادنا لم تعد تقبل بوجود أمثال الهمة والماجيدي ولا حتى العمري ... المغاربة لم يعودوا يقبلون بوجود أمثال هؤلاء وغيرهم الذين يقومون بالتدخل في القضاء وإرهاب رجال الدولة وإصدار التعليمات إليهم بالهاتف..». 

حينما وصل قطار التناوب التوافقي إلى محطته الأخيرة، وغادر ربانه غاضبا، واستلم المفاتيح إدريس جطو، وقاد التجربة إلى سنة 2007، وتبين غضب المغاربة من خلال نسبة التصويت الضعيفة، نزل فؤاد عالي الهمة إلى الشارع، وكان القرار زلزالا سياسيا بامتياز، وخاض معركة الانتخابات التشريعية، وفاز بثلاثة مقاعد، وبعدها بأسابيع تشكل فريق نيابي بعدد فاق أربعين برلمانيا، وحتى قبل أن تظهر «حركة لكل الديمقراطيين»، المولود السياسي الذي وُصف بالمخلوق الغريب، انتقد إلياس العماري بالتحرك في الخفاء لدعم الهمة في الزحف في المؤسسة التشريعية، واستقطاب العديد من الوجوه من أحزاب أخرى، بعدما تم ابتلاع أحزاب أخرى للانصهار في حزب واحد، والتواجه في مسيرة التوحد هاته مع الكولونيل القادري، إلى أن وصلت المواجهة إلى المحكمة، وفي أقل من سنة تأسس حزب الأصالة والمعاصرة، خليط من الوجوه التي تنتمي إلى آفاق متناقضة، بمرجعيات غير واضحة، في الخط السياسي والفكري، إلا في مسألة واحدة غير معلنة: مواجهة المد الأصولي.

وإذا كان إلياس العماري يصر على أن الفكرة جاءت من قبل الراحل إدريس بنزكري حيث يقول: «.. حينها كنا عائدين من حد كورت بعد أن حضرنا لقاءا لتكريم الشاوي، فبدا بنزكري قلقا جدا حول توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة وخلاصات تقرير الخمسينية، فخاطب الهمة بنزكري: ماذا تقترح لننتقل إلى مغرب توصيات الإنصاف والمصالحة؟ فأجابه بنزكري: أستقيل أنا من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وتستقيل أنت من وزارة الداخلية، ويستقيل بلفقيه من الديوان الملكي، ونؤسس حزبا جديدا نجعل توصيات الهيئة وتقرير الخمسينية مرجعيات فكرية له ... فضحك الهمة كثيرا» .. إذا كانت هذه أسباب ولادة «البام» في رواية العماري، فإنها ليست كذلك بالنسبة لأحد مؤسسي الحزب: صلاح الوديع الذي قضى سنوات في حزب الأصالة والمعاصرة، وحينما غادره وضع استقالته توضح أن من أخطاء الولادة: «إننا لم نعط ما فيه الكفاية من الإشارات تقطع الشك باليقين في ما يتعلق بقرب الحزب من مراكز القرار، وأثرت مقولة 'صداقة الملك' على صورة الحزب، مما ترك الانطباع بأن هناك استغلالا ما من طرف الحزب لهذه المقولة».

هذا ما كتبه صلاح الوديع الذي وثق استقالته المكتوبة في لحظة حاسمة من تاريخ الحزب، فلا بأس أن نستمع إليه مرة أخرى: «إن دور الحزب السياسي هو بناء الدولة في أي موقع كان، واختيار خدمة بناء الدولة كخيار استراتيجي هو اختيار سليم، لكننا لم نول في أدبياتنا الأهمية التي تستحقها المسافة الضرورية تجاه الدولة وهي المسافة التي يجب على أي حزب معارض أن يراعيها، وقمنا بذلك رغم إصرار عدد من الأصوات داخلنا على ضرورة احترام تلك المسافة، وغالبا ما تبدى لدى البعض منا مع سلوك سياسي قوامه التماهي مع كل شيء رسمي – بوهم الاعتقاد بأنه يمثل "الدولة" – مع أن الصحيح من وجهة نظر هذا البناء نفسه هو استمرار المسافة النقدية».

أما بالنسبة للمتوجسين، فلم يقتنعوا بأن فكرة الحزب التي راودت جيل الإنصاف والمصالحة وثورة مدونة الأسرة  ... كانت تتطلب كل هذا الوقت للإنضاج، وليس غريبا أن يتواتر بعدها أن الفكرة كانت منتوج دائرة ضيقة تابعت التراجع الملحوظ في قوة ووزن الأحزاب الوطنية أمام المد الأصولي القادم في العالم العربي وشمال إفريقيا، وكانت اللحظة الحاسمة تتطلب ردا سياسيا … وحزبا سياسيا.

إذا كانت السياسة إشارات، المقولة التي يحفظها رفاق إلياس المتحدرون من اليسار عن ظهر قلب، فإنها أيضا فن تدبير الممكن، ولذلك حينما نزل «التراكتور» لحصد الساحة السياسية، بعد أن طلب الهمة تغيير نظارات الأمس لقراءة منجزات اليوم، أصبحت المواجهة مفتوحة وساخنة بين "البام" والاتحاد الاشتراكي وحزب العدالة والتنمية، وعاد حلم الكتلة التاريخية بين اليسار والإسلاميين إلى الواجهة، وبدا التقارب بين الطرفين كبيرا، وبالمناسبة هو نفس الحلم الذي راود عبد الإله بنكيران حينما ترأس الحكومة، قبل أن يتبخر إلى الأبد، خاصة بعد أن تراجع إدريس لشكر واسماعيل العلوي ونبيل بنعبد الله إلى الوراء، وتركوا الجرار في مواجهة مباشرة مع المصباح.

الحزب بهذه الصورة وبهذه المرجعية والعلاقة المبهمة مع السلطة بعرابه فؤاد عالي الهمة، صديق الملك وزميله في الدراسة، إلى جانب أصدقاء كبار منهم إلياس العماري والوزراء وكبار الأطر في الدولة، والمقارنة بين الحزب وبين تجربة الـ «فديك» لصاحبها رضى كديرة، والربيع العربي الزاحف بتيارات الإسلام السياسي، والذي وصل إلى المغرب ساخنا، فالتقطته حركة عشرين فبراير بشعارات فائرة، من التغيير و«المخزن يطلع برا» إلى المطالبة برحيل عدد من الوجوه البارزة عن الساحة السياسية، منهم «إلياس العماري»، الهدف الأول والأخير لبن كيران الذي قال في العماري والهمة ما لم يقله مالك في الخمر، وبدل أن ينتهي رصيد إلياس في الحراك المغربي ويأفل نجمه، عاد إلى المشهد الرسمي أكثر قوة، حينما وصل إلى الأمانة العامة للحزب، وقد يكون بنكيران نفسه ساهم في وصول العماري إلى رأس الحزب، من كثرة الانتقادات والاتهامات التي جعلته في المخيال الحزبي القادر على مواجهة مدفعية أمين عام «البيجيدي» الحاصل على تفويض لولاية حزبية ثالثة، وذلك بعد أن قاد حسن بنعدي فترة التأسيس بسلاسة، وفشل الشيخ بيد الله في لملمة التناقضات، وتراجع إشعاع الحزب في عهد البكوري المتواضع … 

إذا كان إلياس قد أخطأ حينما ظل لسنوات يشتغل في الظل حتى تحول إلى أسطورة، صاحب الحل والعقل، والآمر الناهي، والعقل المدبر لكل القـرارات، فإن مناصريه يحسبون له قدرته على قيادة الحزب للقطع مع ما يعتبره الخصوم «خطيئة البداية»،  وقوته في المواجهة في دائرة الضوء: إلا الإسلاميين. 


0 تقييمات:

أكتب تقييمك